بعد أن قررنا أن يكون إفطارنا خارج البيت في ليلة العاشر من رمضان ، وقع اختيارنا على المطعم السعودي (أصيل) أحد مطاعم الكورت يارد سيتي في شارع الروضة - حي الخالدية ، والتي تضم أيضاً مطعم (بان جان) الذي تم تقييمه سابقاً.
نعرف أصيل وندرك الجودة العالية التي يقدمها مع تنوع قائمة المأكولات التقليدية (الشعبية) قبل رمضان. فكان أملنا كبيراً أن يستمر على هذا المستوى خلال رمضان.
يقدم أصيل قائمة طعام محددة لإفطار رمضان كالتالي:
جودة الطعام (الطعم - درجة الحرارة - الشكل - الكمية) من 40%
الطعم: تميز أصيل عن غيره من المطاعم التي تقدم نفس النوع من قوائم الطعام بأن الأصناف المقدمة كانت بنفس الجودة والإتقان للأصناف التي كانت تقدم في قائمة الطعام المعتادة قبل رمضان ، بل وكانت الكميات أكبر من العادة.
فور وصولنا قبل أذان المغرب ، وجدنا التمر ودلة القهوة العربية على طاولتنا وكانت معدة بامتياز وطعم تقليدي رائع.
وفور ارتفاع الأذان تم تقديم أطباق الفول بالتميس ، وكانت متقنة بإضافة زيت الزيتون الساخن و دقة المدينة المنورة عليها.
تلتها أطباق شوربة الحب (تم تخييرنا بين الدجاج واللحم) فاخترت الدجاج ، وكانت لذيذة للغاية.
بعد ذلك توالت أطباق المقبلات التي كانت متقنة ولذيذة لدرجة جعلتنا نأكل منها كميات كبيرة دون أن نشغل بالنا بأن الطبق الرئيسي ثم الحلويات كانوا لا يزالون في الطريق.
بداية بالحمص البيروتي الذي كان لذيذاً إلا أن كمية الليمون المضافة كانت أكثر قليلاً من المطلوب فكان طعمه حامضاً قليلاً.
مروراً بطبق المقبلات المقلية والمعدة في الفرن (سمبوسك بالجبنة واللحم - لفائف السبرينغ رول بالجبنة) وكانت كل قطعة منها تستحق التجربة على حدة.
ثم أطباق السلطة الخضراء و سلطة الطماطم الحامضة بالكمون والبصل الأخضر ، وكانتا قمة في الطعم وخفيفتان على المعدة.
بعد ذلك جاءت أطباق مقلقل اللحم بالطماطم والليمون من المطبخ اليمني ، طبق يستحق أن يكون طبقاً رئيسياً من فرط لذته وغناه بالنكهة. اللحم المستخدم كان عالي الجودة أيضاً.
ثم العيش باللحم مع الطحينة من المطبخ الحجازي ، وهو أحد الأطباق المميزة لهذا المطعم بعجينته التي تمزج بين القرمشة البسيطة والليونة المحببة. طبق يستحق التجربة حتى بعد رمضان.
بعد هذا (كله) جاءت الأطباق الرئيسية ، وكانت اختياراتنا للمشويات المشكلة و الجريش النجدي.
المشويات كانت لذيذة جداً ومبتكرة بلمسة حجازية ، حيث تمت الاستعاضة عن الكباب التقليدي بكرات تشبة المبشور وتجمع بين الطعم القوي للكباب والطعم المدخن للمبشور مع الشيش طاووق والأوصال والبطاطس المقلية كطلب جانبي.
أما الجريش فكان متقناً بحموضة خفيفة جاءت من اللبن الرائب المضاف لتضفي عليه طعماً لذيذاً لا تمل منه.
ختاماً جاءت أطباق الحلويات ، ففضلنا تجربة 3 من الخمسة أنواع المقدمة.
الكنافة بالقشطة والموز. لذيذة جداً ولكنها تحتاج إلى كمية أكبر من حشوة الموز والقشطة بداخلها.
والمهلبية بالمانجو ، التي لم تعجبني كثيراً وكنت أفضّل عليها المهلبية التقليدية بدون إضافات.
ثم حلاوة الجبنية الحجازية التقليدية التي كانت لذيذة لدرجة أننا قضينا على الصحون بالكامل ولازلنا نشعر بالرغبة في المزيد منها. كانت ألذ ما في أطباق الحلويات بدون منازع.
درجة الحرارة: كل الأطباق جاءت بدرجة حرارة ممتازة رغم أن المطعم كان ممتلئاً بالكامل. توقعت أن تصل بعض الأطباق باردة وخصوصاً الفول. ولكنهم خيبوا ظني بشكل إيجابي طبعاً.
الشكل: الأطباق مقدمة ببساطة وكأنها أعدت منزلياً ، الأمر الذي كان متعمداً لتثبيت فكرة المطعم الأساسية.
الكمية: كافية جداً حتى أن بعضنا لم يمس طبقه الرئيسي.
التقييم: 39%
---------------------------------------------------
الخدمة (الاستقبال - الإجلاس - أخذ الطلبات - إحضار الطلبات - التعامل - الحساب - التوديع) من 30%:
الاستقبال: كان عادياً جداً بدون اهتمام حتى أننا بحثنا عن الطاولة التي يجلس عليها أفراد العائلة اللذين سبقونا بأنفسنا وبدون أن يتطوع أحد الموظفين بمساعدتنا أو سؤالنا. قد لا نتقبل هذا الفعل في الأيام الاعتيادية ولكنه مقبول في رمضان قبل الإفطار.
الإجلاس: جلسنا بأنفسنا كما أسلفت وبدون مساعدة.
أخذ الطلبات: جاءنا النادل بعد جلوسنا بقليل ليسجل تفضيلاتنا من قائمة الطعام المحددة أمامنا على الطاولة.
إحضار الطلبات: جاءت حسب الترتيب الموضح في الصور السابقة ، وكان ترتيباً مُرضياً لنا.
التعامل: كان النادل لطيفاً مهذباً وصبوراً لدرجة تستحق الإعجاب حقاً. قمنا بطلب تغيير بعض المشروبات بعد وصولها ، وكذلك طبق من الحلويات ، ولكنه استقبل ذلك بتهذيب وابتسامة. نوع نادر من الموظفين في هذه الأيام للأسف.
الحساب: جاء في وقته وبدون أخطاء.
التوديع: جميل بابتسامات وكلمات لطيفة.
التقييم: 24%
---------------------------------------------------
الجو العام (الموقع - الديكور - درجة الحرارة - الراحة) من 15%:
الموقع: ممتاز من ناحية وقوعه في حي الخالدية - شارع الروضة. منطقة حديثة وجميلة. أما مشكلة المواقف فلا تزال موجودة والحل الوحيد هو إيقاف سيارتك في المواقف السفلية ومن ثم انتظار المصعد في زحام العوائل الأخرى والمشي إلى المطعم.
الديكور: يستوحي الأصالة العربية من أقمشة قديمة وأواني المائدة الأثرية. يشعرك كأنك في خيمة بدوية ولكن بشكل عصري ممتع. ديكور موفق حقاً.
درجة الحرارة: مناسبة جداً.
الراحة: طاولات وكراسي مريحة ، والجو العام هاديء ولطيف.
التقييم: 13%
---------------------------------------------------
القيمة مقابل ما حصلت عليه من 15%:
140 ريال للشخص تعتبر قيمة مناسبة جداً مقابل التنوع الهائل في الأصناف والكميات الكبيرة. سعر موفق تدفعه عن طيب خاطر.
التقييم: 14%
---------------------------------------------------
نقاط ينبغي على صاحب المطعم معرفتها:
- الخدمة ممتازة جداً في المطعم من كل الجنسيات. اختيار يدل على اهتمام كبير منك ، وليس عشوائياً كما هو الحال في أكثر المطاعم الأخرى.
- إذا أردت رأيي فكلف أحد الموظفين بمراقبة ما يتركه الزبائن من طلبات بدون إكمالها. قد ترغب في إلغائها من القائمة إن تكررت نقطة ترك الزبائن لها ، وبالتالي فستكون قد حققت خطوة أوسع نحو الإتقان. (رأيي الشخصي: الخروف المحشي والمهلبية بالمانجو).
- فكر في مداورة بعض المقبلات يومياً بدلاً من تقديمها كلها كل يوم. أضف مقبلات أخرى ثم اختر 4 بالكثير وقدمها ، وفي اليوم التالي قدم 3 من ال4 مع نوع جديد لم تقدمه بالأمس.. وهكذا (مع الاحتفاظ بالفول وشوربة الحب كاختيار يومي متوفر). قد ترغب في إضافة أقراص الطعمية ، ونوع آخر من الشوربة مثلاً.